إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

423 ـ عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين (8 ق . هـ ـ 58 هـ) = (614 ـ 678 م)

عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم، تكني أم عبدالله، وأمها أم رُومان بنت عامر بن عويمر تكنى بأم عبدالله، ولِدَت بمكة المكرمة. تزوجها الرسول وهي بنت تِسع، وكانت أقرَب نسائه إليه، ولم تُنجِب منه.وخطبتها له خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون. حكَت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن زواجها من الرسول فقالت: (فُضِّلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحَب نسائه إليه، وكان أبي أحَب رجاله إليه، وتزوَّجني بِكراً ولم يتزوّج بِكراً سواي، وتزوجني لسبع وبنى بي لتِسع (أي دخَل بي)، ونزل عُذري من السماء (المقصود حادِثة الإفْك)، واستأذَن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نساءه في مرَضه قائلاً: إني لا أقوى على التردُّد عليكُن، فإذَنَّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلَمة: قد عرفنا مَن تريد، تريد عائشة، قد أذنّا لك، وكان آخِر زاده ريقي، فقد استاك بسواكي، وقُبِض بين حِجري ونَحري، ودُفِن في بيتي). كانت فقيهة عالِمة محدِّثة،  تُعلِّم نساء المؤمنين، ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين. وأكثر نسائه رواية لأحاديثه، روت عن النبي صلي الله عليه وسلم الكثير الطيب، وروت أيضاً عن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن حُضير، وجذامة بنت وهب، وحمزة، وروى عنها الصحابة، ويبلغ مسند عائشة ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، اتفق لها البخاري ومُسلم علي مائة وأربعة وسبعين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين برّأها القرآن في حادثة الإفك بآيات نزلت في سورة النّور، فكان هذا الحُكم السّماويّ مُعجِزة تشهَد لها بمكانتها عند الرسول وسائر المسلمين. سانَدَت عائشة المُطالِبين بِدم عثمان بن عفّان، وحارَبت في موقعة الجمَل ضد جيش علي بن أبي طالب. وسُمّيت الموقعة بهذا الاسم نسبة للجمل الذي كانت تركبه عائشة، غَير أنها أُسِرت فأكرمَها عليٌ إكراماً شديداً وأرجعَها إلى المدينة في جَمع حافِل من الناس. ولمّا مات علي حزِنَت عليه حُزناً شديداً. توفيت بالمدينة المنورة سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة من رمضان، ودُفنت بالبقيع، وصلّى عليها أبو هُرَيرة مع نفرٍ من كبار الصّحابة.